ذو القرنين عبد من عباد الله الصالحين ، كان تقياً و وردعاً.....أنعم الله عليه بالقوة و أسباب السلطآن ، التي مكنت له في الأرض ، و جعلته يحكم النآسس ، و يحكم بينهم بالعدل .. فكان ينصر المظلوم المعتدى عليه ، و يعاقب الظالم او الذي يعتدي على الآخرين بغير الحق . و كان إلى جانب ذلك ، و بتكليف من الله سبحانه و تعآلى ينشر دين الله في مشارق الارض و مغاربها . وقد مر ذو القرنين على قوم ضعفاء ، يتعرضون للأعتداء من قوم آخرين و هم قوم يأجوج و مأجوج . فلا يترك يأجوج و مأجوج مالاً إلا اخذوه .....و لا خيراً إلا نهبوه .........و لا زرعاً و لا ضرعاً إلا أهلكوه . وكانت اعتداءات يأجوج و مأجوج تتكرر من وقت إلى آخر على هولاء القوم البسطاء ، الذي كانوا يعجزون عن الدفاع عن انفسهم ، و منع الشر و العدوان عنهم . أسرع هؤلاء القوم البسطاء ، عندما رأوا ذو القرنين بإجباره بما يصيبهم من أذى دائمن و خراب بسبب يأجوج و مأجوج ، و توسلوا إليه ان يخلصهم منهم . و عرضوا على ذو القرنين مالا أو اجر مقابل تخليصهم مما يعانون منه . و مقابل إزاحة الظلم و الاعتداء عنهم . ووافق ذو القرنين على مساعدتهم ، إلا انه رفض ان يأخذ منهم أجراً او مقابلاً ، ليكون عمله خالصاً لوجه الله تعالى . قال لهم : ما مكني فيه ربي خير فأعينوني بقوة أجعل بينكم و بيهم ردما . طلب منهم ان يعاونوه ! . و تفحص المكان الذي يعيشون فيه و المكان الذي يحيط بهم فوجد مكان بين جبلين ، هو الذي كان يدخل منه هؤلاء المعتدين ،.............يأجوج و مأجوج ...ليهجموا و يعملوا فيهم السلب و النهب و القتل . ...أما بقية الأماكن حول القريه فكانت جبالاً وعرة يصعب على يأجوج و مأجوج او غيرهم تسلقها و عبورها . فهداه تفكيره إلى ان بقيم سداً بين الجبلين ، ثم طلب منهم أن يشعلوا ناراً و يصهروا بها الحديد ........... و لكي يزداد السد قوة و صلابة ، صب فوقه بعد بنائه نحاساً مصهوراً . و عندما حاول قوم يأجوج و مأجوج أن يهجموا عليهم كالعادة ، فوجئوا بالسد أمامهم ......فحاولوا أن يخترقوه أو يصعدوا من فوقه .... إلا أن جميع محاولاتهم باءت بالفشل ، فارتدوا على أعقابهم خائبين . و فرح هؤلاء القوم البسطاء بهذا السد المنيع الذي كان سبباً في أمنهم و استمتاعهم بحياتهم ، أما ذو القرنين فكان سعيدا بتوفيق الله و مباركته لعمله . هذه القصة حقيقة طبعاً و بالنسبه ليأجوج و مأجوج هم لليوم موجودين و احياء و هم يحاولون حفروا هذا السد ليخرجوا ......كلما حفروا حفرا لا بأس به يقولون يكفينا ما عملنا اليوم .......غدا نرجع و نكمل عملنا لكن ما ان يرجعوا لبيوتهم حتى يغلق الله الحفر الذي يحفرونها و يرجعون اليوم الثاني و يحفرون و يذهبون لبيوتهم و الله يغلق ما حفروه مرة آخرى . و لن يخرجوا إلا عند يوم القيامة. و يعيثون فسادا في الارض . ارجو ان تكونوا قد استفدتم من هذا القصة و تعلمت شيء جديدا عن ديننا الحنيف في امان الله